_ يابنتى مية مرة أقولك على العنــوان ..
قولتهــا لـرضـوى بنت خالتـى على الموبايل ,, وهى بتسـألنى عن عنوان المحـل الجـديد بتـاعـى ,, وبتتأكد منه للمرة العاشرة ,, قبل ما ترد عليا وتقول :
طب خلاص خلاص ,, أنا وصلـت أهـو .. ثوانى وتلاقينى أدامك ..
قولتلها تمام ,, وقفلت السكـة ,, وسمعـت صوت مش غريب عليا بيقول وهو بيقرب من المحـل :
بس ده يابنتى مش محل اكسسوارات ,,
وميزت صوت رضوى وهى بترد عليها وتقول :
تعالى بس هوريكى حاجـة ..
وبمجــرد مـا الجملـة خلصـت كانت رضـوى واقفـة أدامـى ..
بس مكنتش لوحدهـا ..
كـان معـاهـا آيه ..!
وأنا آية كنا سايبين بعض تقريبآ بقالنـا شهر ..
كنا مخطوبين ومكتوب كتابنـا ..
وحصلت مشاكل كتير بين الأهل ..
قبل ما تتنقل لينا المشاكل ..
والتمسك إلى بينا بدأ يقـل ..
لحد ما انهار ,,
وسيبنا بعض
وعشان كده هى برقـت ..
وانا برقـت ..!
كانت مفاجأة بالنسبة لينا إحنا الإتنين ..
وفى وسط ما احنا بنبص لبعضه بدهشـة ,, وصدمـة ,,
ضحكـت رضوى وهى بتزق آيه وتقعدهـا على الكرسى أدام المكتـب ..
وقعدت هى كمان وقالـت :
إيه انتا مش فرحان انك شوفتنا ولا إيه ..
جملتها فوقتنى .. فحسيت انى بفوق من حاجة وانا بقولها :
لا لا ,, ازاى بتقولى كـده .. إنتوا منورنى ,,
وبصيت بنظرة سريعة على ايه وقولتها :
ازيك يا آية ,,؟
احمر وشها و بصت ليا لجزء من الثانية ,, قبل ما تبص على الارض بسرعة وتقول :
الحمد لله ..
الموقف كان صعب بجد .. ومكنتش لاقى أى كلام يتقال ,, ولا فاهم إيه إلى جاى بعـد كـده .. وطال الصمت المرة دى ,, لحد ما لقيـت رضوى بتقول :
بس إيه الكول تون الجامد ده ,,
فى الأول مفهمتش هى قصدها إيه .. بس بسرعة إستوعبت المغزى من العبارة ... وحاولت أقول حاجة ,, بس لقيتها بتكمل :
ضـاعـت خلاص ,, إلى عشانها بغنى .. سابتنى ليه .. ليه .. ودموعى فى عينيا ..
راحت وسابت قلبى خايف موت .. وسابتنى عايش كل ثانية بموت .. تمثال ملامح فاضى من جوه .. مجروح وبصرخ بس من غير صوت ..
قـالت كلمات الأغنية كلمـة كلمـة ,, وهى بتبص عليا مرة ,, وتبص على آية مرة ..!
وكان إحساسى بإنى عايز الأرض تنشق وتبلعنى بيزيد مع كل كلمـة ,, قبل ما تبصلى وتضحك وتسألنى :
جامد الكول تون .. مع انه حزين أوى .. بس إيه إلى جرى يعنى ,, أنا عارف انك مش بتحب فؤاد ..
بصتلها وبان عليا انى بفكر قبل ما اقول بتردد :
عـادى يا رضوى والله ,, ده انا لقيت حد حاطه وانا بتصل بيه ,, فقولت أغير يعنى ..
رضوى :
طيب مينفعش تقولى انتى حاطه بقالك أد إيه بالظبط ..؟
بصلتها .. وقولت وانا بضغط على كل حرف فى كلامى :
طب إيه بأى .. مش هتشربوا حاجة ..؟
وقفت فجأة وقالت :
لأ أنا رايحة مشوار وجاية بسرعة .. خليكى هنا يا آية ,, مش هتأخر ..
وقبل حتى ما تعترض آية ,, أو أتكلم أنا ,, كانت خرجت من المحل ,, وواربت الباب ,,
ووقفت آية من الخضة ,, واترددت كتير .. وكمان وقفت انا وبصيت على الباب شوية ,, قبل ما أبص لآية ..
كانت وحشانى بجد .. كانت وحشااانى أوى أوى .. بس كنت زعلان منها أوى فى نفس الوقـت ..
حسيت ان كلمة بحبك هتطلع غصب عنى ..
و حسيت فى نفس الوقت انى عايز أقولها حصليهـا .. إلحقى رضوى يا آية ..
بس لقيتنى بعمل حاجة تانية خالص غير كل ده .. لقيتنى بخرج من المكتـب وبقعد على الكرسى المواجه لآية وانا بقولها :
اقعدى واقفة ليه .. ؟
وبرده اترددت آيه ,, اترددت كتير قبل ما تقعد فعـلآ .. وتسكت خالص وهى مش بتبصلى ..
وبعد دقيقة من الصمـت . بصتلها أوى وقولت وانا برجع بضهرى لورا على الكرسى :
من تلت أربع أسابيع كنت مستنى لحظـة زى دى ,, موقف يجمعنى بيكى واكلمك .. اعرف أسـألك على حاجات كتير .. بس دلوقتى لما شوفتك .. مش عارف بجد .. إذا كان فاضل لسه فى كلام ينفع يتقال ..
بصتلى وحسيت بعند فى عينيهـا .. بتحدى لأى كلام هقوله بعد الجملـة دى ,, حسيت كإن عينيها بتقولى متتكلمش ,, وضايقتنى النظرة أوى .. بس مبنش ده عليا وانا بكمل :
أقولك على حاجـة ؟؟
بصتلى بتساؤل فكملت :
ياريتنى مع عرفتك ..
ابتسمت واتخنق صوتها وهى بتقول :
شكرآ ..
ابتسمت بسخرية وانا بقول :
وجعتك الكلمة أوى .. عارفة .. لو كانت خنقة صوتك دى سمعتها قبل إلى حصلى معاكى .. كنت إتأثرت .. لكن دلوقتى .. ده أقل واجب إنى متأثرش ..!
هزت راسها وقالت :
شكرآ برده .. بس إنت مش فاهم أى حاجة ..
اتخنق صوتى انا كمان وانا بقول :
وانتى استخسرتى فيا تفهمينى مش كـده ؟؟!
قبل ما اسكت لحظات اسيطر فيها على اعصابى وانا بقول :
على العموم دلوقتى انا مش عايز افهم اى حاجة .. دلوقتى انا بقيت احسن كتير ..
آيه :
طلعت متفرقش عن أى حد .. كلكم زى بعض ..؟
قولت بلهجة مستفزة :
والله ..؟؟ انتى مصدقـة نفسك ؟
قامـت وقفت فجـأة ,, فوقت بتلقائية قصادهـا وقولت :
إيه .. عايزة تمشى ؟؟
بصتلى بعيون فى دموع متحجرة وحاولت تقول حاجة بس سكتت ,, سكتت ونزلت الدمعة من عينيها .. وغصب عنى إتأثرت ..
عينيها كانت قصاد عينيا لأول مرة من فترة طويلة أوى ..
ملامحها كلها كانت وحشانى ..
وبتلقائيـة راحت إيدى نحيـة وشها تمسح دمعتها ..
وغمضت عينيها ,,
وقبل ما المسهـا ..
رجعت بإيديا ..
وفتحت عينيها ,,
واتبلت رموشها وخدودها بدموع اكتر ..
فبصيت فى الأرض عشان مشوفش ده ..
ولمحت إيديها ..
وبتلقائية راحت إيدى نحية إيديها ..
بس المرة دى مرجعتش ..
ومسكتهـا ..
واتهزيت ..
اتهزيت يمكن اكتر ما هيا اتهزت ..
لدرجة انى سبت ايديها بسرعة وقولت :
آية .. كلمى رضوى وشوفيها هيا فين وروحيلها .. عشان خاطرى يا آية روحيلها .. أنا خلاص مبقتش أحسك .. فيه حاجة بينا ضاعت وانكسرت خلاص ..
ومن غير ما تتكلم ,, مسكت شنطتها وعـدت من جنبى ..
ومشيت ..!
أو كانت هتمشى ..
فقبل ما تفتح البـاب ..
كنت بمسكها من إيديها ,,وبتدور ليها ,,
ووقفنا قصاد بعض تانى ..!
بس كانت بتبص على الارض المرة دى ..
رفعت وشها بإيدى وبصت فى عينيها إلى مليانة دموع وقولتلها :
أنا كـداب ..!
وبإيدى رفعت إيدها ,, وبوستها ..!
وبإيدى التانية مشيت على عينيها وعلى خدها ,, وحاولت امسح دموعهـا ..
وكإن لمسة إيدى بدل ما تهديها ,, تعبتها ..
فنزلت دموعها المرة دى بص بصوت ,, وقالت وهى بتعيط :
بجد إنت مش فاهم حاجة .. وبجد إنتـا فـ ..
قاطعتهـا بس مش بصوتى ..
بإيديا ..
لإن إيديا ضمتها ليا ..
حضنتهـا أوى ..وسندت خدى على خدهـا ..
وسيبت دموعها تنزل فى حضنى ,,
كانت ببتنفض ..
وكانت كل ما بتترعش بضمها أكتـر ..
وبطبطب عليها ..
لحد ما هديت خالص ..
هديت وقالت :
فملت على ودانها ووشوشتها :
نمتى يابت ولا إيه ..؟
مردتش عليا .. فقولت وانا بضربها على خدها بالراحة :
كـده يا جزمـة غرقتيلى التيشيرت ..
قولتها عشان تضحك .. بس لقيتها برده مبتتكلمش ..
رفعت وشها بإيدى وقولت :
تصدقى ان انا مش عارف انتى بتعيطى ليه ,, والله انا الى كنت محتاج اعيط
بصتلى وقالت بصوت واطى :
والله ..؟
رديت بصوت خافـت :
آه والله ..
وسكت ثانية وانا ببصلها قبل ما أكمل :
تفتكرى أنا كنت عايش الفترة إلى فاتت ؟؟.. أنا كانت حواليا الناس وحاسس انى لوحدى ..
قولت الجملة وحطيت إيدى ورا ضهرى وانا بقول :
إنتى ليه عملتى كـده ..؟
آيه :
إنتا إلى ليه عملت كده ..؟
رديت :
أنا ؟؟ أنا عملت إيه .. أنا ..
صوتى إخنق تانى .. فلحقت نفسى وسندت راسى على كتفها ..وداريت عينيا ,, ومفيش ثوانى إلا ولقيت إيديها على شعرى ,, بتمررها عليه .. وبتدفى بيها راسى كلها ,, وإيدها التانية على كتفى ..
وكنت بجد محتاج اللحـظة دى ,,
سيبت دموعى تنزل ,,
من غير صوت ..
وإرتحـت ..
و ,,
ولقيت إيديها بتضربنى على خدى بالراحة وبتقول وهى بتقلدنى :
نمتى يا بت ولا إيه ..
إتحرجت وضحكت ,, بس سكت ,, فكملت وقالت :
ما تردى يابت إنتـى ..
ضحكت وانا بقول :
بطلى هبل ..
ضحكت وقالت وهى بتحسس على خدى :
كده غرقتيلى الهدوم يا كوكو ..
رجعت براسى لورا بسرعة وقولت بضحك وأنا بضغط على إيديها:
جرى إيه يا بت إنتى ,,
قالت :
انا والله مكنش قصـ ..
قاطعتها وقولت :
مش عايز اسمع اى حاجة .. بلاش نتعاتب دلوقتى .. ويكون احسن منتعاتبش خالص ,, نتعاهد بس ان الى حصل ميتكررش ,,
آية :
أنا غلطت فى حقك ..
أنا :
أن إلى غلطت فى حقك ..
آية :
طب انتا زعلان منى ؟؟
بصتلها ومليت عينيا بيها وانا بقول :
أنا بحبك ..
اترمت تانى فى حضنى وقالت :
وانا بحبك اوى يا احمد
و ...
_ الله الله الله ..
قالتها رضوى وهى بتدخل علينا وبتكمل :
عيونكو مالها كده ..
اتخضينا احنا الاتنين وبعدنا مرة واحدة .. قبل ما اقول بارتباك :
رضـوى .. ؟
وقفت وسطنا وقالت :
صافية لبن ..؟
ابتسمت وضحكت اية ,, فكملت رضوى :
يبأى حليب يا قشطـة ,, انا كـده عملت إلى علـ ,,
قاطعتها وانا بقول لـ آيـة :
عايزة تدخلى فيلم ايه النهردة فى السينمـا ..؟
لمعت عيون آيه وهزت راسها بكسوف .. فضحكت رضوى وقالت :
وكمان سينمـا ..
أنـا :
إمشى يابت من هنـا ,,
رضوى :
آه منتا مصلحجى ,,
أنا :
إلى يشوف كده يقول انتى كنت متفق معاكى ..!
حسيت وقتها ان الجملة سخيفـة ,, فكملت :
بس لو كنت اعرف ان ده هيحصل ,, كنت اتفقت معاكى من زمان .
ضربتنى آية فى كتفى ,,
وضحكـت ..
وضحكـت ,,
ورجعـت الروح للجسد ..
ونفذنا اتفاقنا
وروحنا السينمـا ,,
وعـدى اليوم ..
وعـدت المشكلــة !!