حلوة رشيقة، ملفتـة ومتبدلة، هذه المرأة خــُـلقت لتعمل، لتـكون حاضرة، عمرها يلعب الدور الأكـبر في حياتها فالجوزائية المراهـقة هي غير الجوزائية الشابة والشابة غير السيدة، ، صاحبة شخصية مرحة ومليئة بالحيوية، نادراً ما تراها حزينة أو متطلبة، حضورها يُدخل الفرح إلى قلوب الموجودين وإن كان بصورة مؤقتة.
والجوزائية المتـقلبة، أنانية بعض الشيء وحريصة جداً على أشيائها وممتـلكاتها، واقتصادية إلى حدود البخل أحياناً بالرغم من أنها مضيافة وتســعى لأن يكون بيتها مفتوحاً، لا أعرف، أنسمّي هذا كرماً ؟ أو لنقل أنه كرم مدروس بدقة، قادرة هي الجوزائية على القيام بأكثر من عمل لأنها لا تعرف التعب وليست من النوع الذي يشكو ويتأفف، في سنوات الشباب الأولى تـكون رومانســـية حالمة دائمة الابتسام، لكن بعد سنواتٍ قليلة، تشعر وكأنك تـتعرف إلى إنسانة جديدة إلى إنسانة واقعية، جديّـة، تحلل الأمور وتــُـفسر الأشياء، إنها مرحة مسلية سريعة الخاطر دقيقة الملاحظة تحفظ الأشعار وتقرأ الفلسفة وتخوض مواضيع السياسة، وهي بالإضافة إلى ذلك ربة بيت ممتازة، وسيدة صالون من الطراز الأول، أعصابها غالباً متوترة ومخاوفها كثيرة وكذلك هواياتها والمجالات التي تبدع فيها.
والجوزائية الاجتماعية قد تعتـقد أنها لا تـُغرم أبداً، ولكن في الحقيقة أن هذه الفتاة الحلوة المعشر عاطفية بشدة، بل متأججة العاطفة، إذا لقيت الرجل الملائم، المتحرر والمسؤول في آن واحد الذي يُرضي عقلها وقلبها وجسدها معاً، فإذا أحبت هذه الفتاة أخلصت ووقفت بقرب حبـيـبها وقفة فيها الكثير من الجرأة والمسؤولية، بل أنها تـشجعه وتمدُ له يد المساعدة دون أن تـتركه يشعر وكأنه اتكالي، معظم الجوزائيات المـتـزوجات هن سيدات منـزل من الدرجة الأولى فالمرأة الجوزائية تكره الإهمال في البيت وتسعى أن يبقى نظيفاً ولافتاً، فتجدها كل يوم تـُضفي عليه لمسة جديدة تذكرك أن المرأة أنــوثــة قبل كل شيء، من الأدوار التي ترضى عنها وتخشاها في آن واحد دور الأمـومة، لكنها في جميع الأحوال والدة ممتازة تعامل أولادها معاملة الأصدقاء دون أن تـفرض عليهم القيود والأنظمة، إنها تـكون حازمة حيناً ومتساهلة حيناً آخر، وهي محظوظة إذ أنها قادرة على امتلاك عواطف أولادها الذين تراهم قابعين قربها ناظرين إليها، مستمعين إلى أحــاديــثـها، أخيرا لا آخرا تمد هذه المرأة الطيبة يد المساعدة كلما استطاعت، عيبها أنها قليلة الصبر، فعليها أن تعوّد نفسها الاستـقرار كي لا تظل تدور في حلقة مفرغة، مهما تكن سيئاتها فضيلتها أنها مثيرة ومسلية، ومن يعش معها يجهل معاني الضجر، نعم، متـقلبة، متبدلة، أليست أحلى من أن تـكون مستـقرة في شخصيتها وهواياتها ولا تشرق في كل يوم ؟
المصدر : بيت المرأة العربية